الأستاذ 0
عدد المساهمات : 319 تاريخ التسجيل : 11/05/2010 نقاط : 771
| موضوع: بطل حتي النهاية انه موسي بن ابي غسان الأحد مايو 30, 2010 2:02 pm | |
| بطل حتي النهاية ****************سليل إحدى الأسر العربية العريقة التي تتصل ببيت الملك وقد بدأ اسمه يلمع في ساحة القتال في عهد أبي عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة، فكان قائداً لفرسان غرناطة وصاحب صولات وجولات مظفرة على حصون العدو وحامياته ورغم الاستكانة التي أبداها أبو عبد الله الصغير تجاه فرناندو الخامس وإيزابيلا ملكي إسبانيا إلا أن ذلك لم يضعف عزيمة فارس غرناطة وحين بعث فرناندو الخامس يطلب من حاكم غرناطة تسليم الحمراء كان موسى من أشد المعارضين لتسليمها.تجاهلته المصادر التاريخية العربية وكان حضوره في الرواية النصرانية طاغياً كنموذج للفارس المسلم البارع النبيل الذي يمثل البقية الباقية من روح الفروسية المسلمة في الأندلس.وقد اهتم به المؤرخون الإسبان وتتبعوا أخباره واحتل في كتاباتهم مكانة متميزة ومساحة واسعة.بداية سقوط غرناطةفي عام 896ه- 1491م أطبق النصارى الحصار على غرناطة بحراً وبراً ورابطت السفن الإسبانية في مضيق جبل طارق وعلى مقربة من الثغور الجنوبية ولم يكن ثمة أمل في العون من أفريقيا التي سقطت معظم ثغورها الشمالية في أيدي البرتغاليينفضلاً عن ضعف إمارات المغرب وتفككها، وقد اشتد البلاء والجوع بالمحاصرين داخل غرناطة ودب اليأس إلى قلوب الجند والعامة.. وقرر أبو عبد الله الصغير أن الاستمرار في الدفاع عبث لا جدوى منه.إلا أن فارس غرناطة اعترض بشدة وراح يجمع الفرسان لملاقاة الجيوش النصرانية وخرجت غرناطة كلها وراءه ونشبت بين المسلمين والنصارى معارك دموية أبلى المسلمون فيها البلاء الحسن، ولكن ضعف المشاة المسلمين وقلة العتاد ونقص المؤن أدى إلى انهيار صفوفهم وتقهقرهم إلى داخل غرناطة. وألفى موسى نفسه وحيداً في ميدان المعركة وليس من حوله إلا قلة مخلصة، فاضطر إلى أن يرتد إلى المدينة وهو في قمة الغضب والحنق.أوصد المسلمون أبواب غرناطة واحتموا بأسوارها في يأس وقلق وهم يرون شبح النهاية ماثلاً أمام عيونهم وكان قد مضى على الحصار حوالى سبعة أشهر وهم يغالبون الأهوال وقد جاءت آخر معاركهم لتبدد الأمل في الخلاص والنصر واشتد الجوع والمرض والحرمان.اتفق الجميع في غرناطة على التسليم إلا صوتاً واحداً ارتفع بالاعتراض على القرار وحاول أن يبعث بكلماته الملتهبة الحماسة في النفوس وكان صاحبه هو موسى بن أبي الغسان الذي رددت أرجاء غرناطة كلماته الملتهبة: "لنقاتل العدو حتى آخر نسمة وإنه خير لي أن أحصى بين الذين ماتوا دفاعاً عن غرناطة من أن أحصى بين الذين شهدوا تسليمها".أرسل إلى فرديناند قائلاً له 'إذا أردت أسلحة المسلمين فلتأت لأخذها بنفسك ولكن الأحداث كانت أكبر من كل الكلماتوالحصار كان سيد الموقف وهكذا ضاعت صيحة ابن أبى الغسان في الفضاء. أرسل فرناندو الثالث وإيزابيلا رسالة إلي الملك عبد الله الصغير يطلبان فيها أن يسلم غرناطة لهما على أن يضمنوا له ولقومه ولجيشه الأمان وفي مقابل أكثر من سبعين شرطا يضمن له فيها البقاء.كان من بين هذه الضمانات وتلك الشروط أن تُترك المساجد ولا تُدخل الديار ويُطلق الأسرى، وتُؤمّن الأعراض والأموال ويوضع عبد الله بن الصغير كأحد الوزراء المعاونين لملك أسبانيا.كان قد فهم مغزى الرسالة السابقة موسى بن أبي
غسّان الرجل الذي قاد الانتفاضة في بلاد غرناطةوعلم أنها محاولة لوقف الانتفاضة، ووقف الدفاع عن البلاد، ووقف الحميّة للجهاد ووقف حميّة الناس للموت في سبيل الله، لكن محمد الصغير لم يفهم هذا المغزى، فوافق على هذه الشروط وذلك بعد أن وجد فيها حلا مناسبا للخروج من المأزق الذي هو فيه إذ كان يرفض الجهاد ويرفض الحرب ويريد أن يبقى حيا حتى وإن ظل ذليلامن هنا وافق الصغير على هذه المعاهدة، إلا أنه وخوفا من الخيانة المعهودة وحرصا على حياة أبدية وسرمدية، ونجاة بنفسه من نهاية لا يحمد عقباهااشترط لنفسه شرطين هماأولا أن يقوم فرناندو وإيزابيلا بالقسم على هذه العهود، فاستُجيب له وأقسما الملكان لهثانيا أن تحكم في هذه المعاهدة هيئة معينة، تضمن تطبيقها بالصورة السليمة، وبعد أن نظر في دول العالم لم يجد من يحترم ملك أسبانيا رأيه إلا البابا في إيطاليا، فألزم أن يوقّع البابا على هذه المعاهدة ولا ضير، فوقّع البابا عليهاوبعدها اتجه الصغير ليسلم مفاتيح مدينة غرناطةعبد الله الصغير اخر ملوك الاندلسويوقف حركة الجهاد في البلد في مقابل أن يعطوه الأمان كما ذكروا وذلك بعد أن وقّع له بابا روماوأقسم على هذه العهود فرناندو وإيزابيلا.[b]دخول إيزابيلا وفرديناند إلى غرناطة عشية سقوطها[/b] وعندما رأى موسى بن أبي الغسان أن محاولاته ذهبت
أدراج الرياح نهض مغضبًا ثم قال لهم مقولته الشهيرة.
(لا تخدعوا أنفسكم ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم إن الموت أقل ما نخشى فأمامنا نهب مدننا وتدميرها تدنيس مساجدنا وتخريب بيوتنا وهتك نسائنا وبناتنا وأمامنا الجور الفاحش والتعصب الوحشي والسياط والأغلال وأمامنا السجون والأنطاع والمحارق، هذا ما سوف نعاني من مصائب وعسف وهذا ما سوف تراه على الأقل تلك النفوس الوضيعة التي تخشى الآن الموت الشريف أما أنا فوالله لن أراه) .استشهاد البطل خرج موسى غاضبًا من مجلس المهانة والضعف والخور دون أنيرمق أحدًا أو يفوه بكلمة ثم ذهب إلى داره وغطى نفسه بسلاحه واقتعد جواده واخترق شوارع غرناطة حتى خرج منها إلى معسكر الجيش الصليبي فلقيته سرية منهم مكونة من خمسة عشر فارسًا على ضفة نهر شنيل فانقض موسى عليهم كالأسد وأخذ يمضي فيهم طعنًا وضربًا وأثخنته الجراح ولكنه استمر في القتال كأنه ما يشعر بالألم جراحاته،كثيرة وكانت ضرباته ثائرة قاتلة، وهكذا لبث يبطش بالفرسان الصليبيين حتى أفنى معظمهم غير أنه أصيب في النهاية بجرح خطير ثم قتل جواده فسقط على الأرض، ولكنه ركع على ركبتيه واستل خنجره وأخذ يناضل عن نفسه حتى الرمق الأخير، ولم يرد أن يقع أسيرًا في يد خصمه بل رضي بالشهادة والقتال حتى مات رحمه الله .تحققت كلمات البطل الشهيد وغدر الاعداء بعهودهم[b][b]التي لم تكن في الواقع حسبما أيدت الحوادث فيما بعد سوى [/b][/b] [b][b]ستار للغدر والخيانة؛ فقد تم نقض كل هذه الشروط، وأُجبر [/b][/b] [b][b]المسلمون بعد سقوط غرناطة على الهجرة خارج البلاد [/b][/b] [b][b]والتنصر.[/b][/b] [b][/b] [b][b]تعميد نساء المسلمين جبراً بعد سقوط غرناطة[/b][/b] [b][b][b][b][b]امتطى ابو عبدالله الصغير صهوة فرسه مولياً ظهره لقصر [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]الحمراء الشهير في يوم بارد من ايام يناير 1492م. علت وجه [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]أبي عبدالله سحابة كثيرة من الحزن وخيم على الركب الصغير [/b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]صمت طويل ينبئ عما يكتنف قلوب هذا الركب من غم شديد. [/b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]سار ابو عبدالله تتبعه امه وبعض من اهله وصحبه في ذلك [/b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]الطريق الملتوي الطويل الذي يمر بين شعاب غرناطه وجبالها [/b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]متجهاً إلى منفاه ليفارق غرناطة إلى الابد.[/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]قصر الحمراء[/b][/b][/b]
[b][b][b]كانت الشمس قد آذنت بالغروب واخذت تعكس باشعتها الذهبية [/b][/b][/b] [/b][/b]
[b][b][b][b][b]على جدران قصر الحمراء لتكسي حجارته بصبغة حمراء باهتة [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]فتضفي عليه سحراً وجاذبية.[/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]توقف أبو عبدالله قليلاً عند تلة صغيرة تُشرف على وادي [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]غرناطة المكتظ ببيوته البيضاء ليلقي نظرة وداع اخيرة على [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]مدينته الحزينة التي يتوسطها قصره الشهير.. تسارعت في ذهن [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]أبي عبدالله ذكريات الصبا وأيامه الجميلة التي قضاها في [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]صالات وأروقة هذا القصر وفي حدائقه الفناء الواسعة كان ابو [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]عبدالله يعرف ان تلك الوقفة سوف تكون الاخيرة وان تلك النظرة [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]ستكون النهائية اذ ليس يأمل ابداً بأن يرى مدينته المحبوبة [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]ثانية، تمنى ابو عبدالله لو تطول تلك الوقفة لعله يستطيع ان [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]يملأ عينيه بتلك المناظر الساحرة التي تثير في نفسه ذكريات [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]الصبا، إلاّ ان الحزن الذي يعتصر قلبه سرعان ما استحوذ على [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]عينيه وإذا بهما تنهمران دمعاً ساخناً حاول جاهداً ان يخفيه عن [/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]نظرات امه الحادة التي عاجلته بلسانها الذرب.[/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً***لم تحافظ عليه مثل الرجال[/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]إحراق الكتب العربية العلمية من هواة الدومينيكان النصارى في الأندلس[/b][/b][/b][/b][/b] وحين وصل الي المغرب اعتقله ملكها بتهمة الخيانة لبلاد المسلمين ثم وضعه في سجنه .وتروي بعض الروايات ان اولاده شوهدوا بعد ذالك بسنين يشحذون في طرقات المغرب .فلعنة الله على هذا الذُلّ ولعنة الله على هذا التَرْك للجهاد اللذَيْن يوصلان إلى هذا المثوى وتلك المنزلةوما كان من أمر، فقد اندثرت حضارة ما عرفت أوروبا مثلها منقبل إنها حضارة الدنيا والدين، وقد انطوت صفحة عريضةخسر العالم أجمع بسببها الكثير والكثير وقد ارتفع علم النصرانية فوق صرح الإسلام المغلوب وأفل وإلى الآن نجم دولة الإسلام في بلاد الأندلسوليت شعري أين موسى بن نصير؟ أين طارق بن زياد؟ أين يوسف بن تاشفين؟ أين عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر؟ أين أبو بكر بن عمر اللمتوني؟ أين يعقوب المنصورالمُوَحدي؟ أين يعقوب المنصور الماريني؟ أين كل هؤلاء؟ غابوا وانقطعت آثارهم وإمداداتهم ولا حول ولا قوة إلاّ باللهلمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ ***** إن كان في القلب إسلامٌ وايمان
| |
|
امال الرفاعى 0
عدد المساهمات : 336 تاريخ التسجيل : 11/02/2011 نقاط : 358 العمر : 23 الموقع : محمد كمال لطفى الرفاعى
| موضوع: رد: بطل حتي النهاية انه موسي بن ابي غسان الثلاثاء يونيو 11, 2013 3:45 pm | |
| من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد | |
|