[center] هل يُغير الصيام تركيبة حليب المرضعة؟
مع اقتراب بدء شهر رمضان المبارك يستعد المسلمون في مختلف أنحاء العالم، وعلى اختلاف أصولهم وجنسياتهم، لصيام هذا الشهر الكريم، إلا أن بعض الأفراد قد يعجزهم المرض أو يمنعهم السفر عن أداء الفريضة في عدد من أيام هذا الشهر. كما قد تخشى بعض النساء من الحوامل والمرضعات على أطفالهن، بسبب امتناعهن عن تناول الطعام طوال النهار، لذا فهن يعمدن إلى الاستئناس برأي العلماء من الفقهاء لمعرفة الحكم فيما يختص بحالة كل منهن.وفي هذا السياق سعى مختصون في مجال علم التغذية إلى استكشاف أثر صيام المرضعة خلال شهر رمضان، على نوعية وتركيبة حليب الثدي لديها، والذي يعتبر المصدر الأساسي لغذاء الطفل الرضيع، وأحياناً الوحيد بالنسبة للأطفال ممن هم دون الستة أشهر. وشملت الدراسة التي أجراها باحثون من 'دائرة التغذية والحميات' في جامعة 'هاسيتيبى' التركية 21 امرأة من المرضعات، حيث تراوحت أعمارهن ما بين السابعة عشرة والثامنة والثلاثين، وقد تطوعن لتقديم عينات من حليب الثدي لديهن بهدف تحليليها لأغراض الدراسة خلال شهر رمضان وكن جميعاً صائمات. كما تراوحت أعمار أطفال الأمهات المشاركات ما بين 2- 5 أشهر.وصمم الباحثون الدراسة لتمتد خلال فترة شهر رمضان وبعد انقضائه بأسبوعين، ليعملوا على تقييم تركيبة حليب الثدي أثناء شهر الصيام وبعد انقضاءه.
وتفيد نتائج الدراسة التي نشرتها دورية 'طب الأطفال الدولية' بأنه وعلى الرغم من عدم تأثر تركيبة حليب الثدي عند الأم الصائمة، فيما يتعلق بمحتواه من المواد المغذية التي يحتاجها الجسم بكميات كبيرة وهي؛ البروتينات، الدهون والنشويات، والتي تؤثر في نمو الطفل بشكل واضح، إلا أن محتوى الحليب من المواد التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة مثل الزنك، البوتاسيوم والمغنيسيوم، انخفض خلال شهر الصيام.
كما أشار الباحثون إلى أن مقادير الطاقة والمواد المغذية التي حصلت عليها الحامل كل يوم، كانت أقل من احتياجاتها اليومية، باستثناء فيتامين (أ) و(ج).
وفيما اعتبر القائمون على هذه الدراسة بأنه من الحكمة الإجازة للمرأة المرضع عدم صيام شهر رمضان، شكك مختصون آخرون في نتائج هذه الدراسة باعتبار أنها كانت مليئة بالتناقضات، كما قد شابها بعض الغموض، فمثلاً لم يتم تحديد السنة التي أجريت فيها الدراسة، وهو أمر هام لمعرفة أي من فصول السنة توافق مع قدوم شهر رمضان، وذلك لأن تزامنه مع أشهر الصيف قد يعرض المرضعات لنقص في سوائل الجسم.
من جانب آخر أظهرت دراسة قام بها باحثون من الإمارات بأنه وباستثناء الدهون، لم تتأثر كميات العناصر الرئيسة المغذية والتي يحويها حليب الثدي، إلا أن الدراسة لم تسع إلى تقييم مدى تأثر العناصر الغذائية الصغرى في حليب الثدي - مثل المعادن- بصيام المرضع.
وبتعدد وجهات النظر عند المختصين واختلاف آرائهم حول هذا الموضوع، تبقى الكلمة الأخيرة هنا للطبيب المشرف على متابعة الحالة الصحية للطفل، مستأنساً برأي العلماء المختصين في مجال الفقه، ليساعد ذلك المرأة على اتخاذ القرار السليم حول سلامة طفلها خلال شهر الصيام، وضمان عدم حرمانها من أداء فريضة في وقتها، وهي على ذلك قادرة